جمع القوارير و الحلم المكسور

قصة اخبارية

كنت أجري بعض البحوث لجمع معطيات تساعد على اعداد مقال صحفي حول موضوع أظنه أصبح ظاهرة منتشرة جدا خلال هذه السنوات الاخيرة أردت أن أفهم الموضوع في تفاصيله فطرحت السؤال

على الذكاء الاصطناعي وصديقي يدعى – حكيم –

عندما اقترح بعض المعلومات طلبت منه ان يجد لي في برمجيته قصة اخبارية حول عامل يجمع قوارير البلاستيك من حاويات القمامة

فإليكم رواية حكيم

في حي فقير من أحياء العاصمة تونس، حيث تتشابك الأزقة الضيقة والمباني المتهالكة، كان عبد الكريم يمشي بخطوات ثقيلة، يدفع عربة المغازة مليئة بالقوارير البلاستيكية التي جمعها طوال اليوم

وجهه شاحبب وعيناه تائهتان

منذ أن فقد عمله في ومصنع القطع الاكترونية و غادر صاحب المصنع الاجنبي البلاد

أصبحت حاويات الفضلات مصدر رزقه الوحيد

تحولت أيامه إلى سلسلة من الأزمات التي لا تنتهي

« كنت أظن أن حياتي ستكون أفضل من ذلك »

لم أكن أتصور أنني سأصل إلى هنا، إلى هذه القوارير »

يقول عبد الكريم بصوت خافت منكسرحزين

عبد الكريم في الاربعينات من العمر كان شابًا عاديًا يطمح إلى بناء مستقبل أفضل. عمل بجد في المصنع ، وكان يظن أن الحياة ستفتح أمامه أبوابًا جديدة

لكن، مع إغلاق المصنع دخل في دوامة من البطالة والفقر

فبدأ يطارد قوارير البلاستيك في الشوارع ليكسب بعض المال

في البداية، كان يشعر بالخجل والإهانة، لكنه لم يكن يملك خيارًا آخر

كان يبدأ يومه منذ الفجر، يجوب الشوارع ، يلتقط القوارير من على الأرصفة وبين أكوام القمامة

لم يكن يتوقف إلا عندما تمتلئ عربته، ليعود إلى المنزل حيث تنتظره زوجته وأطفاله بنظراتٍ مليئة بالأمل

كان يعرف في قرارة نفسه أن الأمور لن تتحسن أبدًا. كانت الحياة تفر منه شيئًا فشيئًا، كأنها تتنكر له وتغلق كل الطرق

يواصل عبد الكريم السير في طريقه يتحدي القر و الحر و خواء البطن

كان يشعر بأن حياته تتحول إلى شيءٍ غير قابل للإصلاح، وأنه عالق في دوامة لا تنتهي، كان يعلم أنه لا يستطيع أن يتوقف. لا خيار له سوى الاستمرار، حتى لو كانت كل خطوة تزداد فيها مشاعر العجز والهزيمة

كان عبد الكريم يدخل إلى المنزل في المساء، منهكا مكسور الخاطر برزق قليل يضعه بين يدي زوجته و يلقي جثته على حاشية قديمة على الارض بعد ان أخذ حماما سريعا يرفع ما علق به من أتربة و قذارة

تسرع اليه زوجته بخبز و مرق أحمر لا هوية له يغمس و يصمت

ثمسرعان ما يغط في النوم المتقطع حتى آذان فجر اليوم التالي

عبد الكريم يدرك جيدا أنه رغم قسوة عمله و صعوبته و قلة مردوديته لا يمكنه أن يتوقف

يعلم أنه مضطر للمضي قدمًا من أجل عائلته و أمل الذي أخير لا يمكن أن يتخلى عنه و هو أن يتعلم أبناءه و ينهون دراستهم و يححققون ما عجز هو عن تحقيقه

اذا تبدلت الاحوال و صادفهم الحظ الملائم

أنهى حكيم القصة الاخبارية عند هذا الحد

و رغم مرارة موضوع القصة فان مرارة الواقع أكثر قسوة و ألما مما سرده علينا حكيم

أترك لكم المجال للنقاش وابداء الرأي في الموضوع

مشاركتكم تفتح آفاق الوعي بالواقع و تمنح فرصا أفضل للحل